
جيل هندسي يكتب الطب برؤية ذكية: ختام مناقشات مشاريع التخرج بقسم الهندسة الطبية
الأربعاء 2 يوليو 2025
في مشهدٍ أكاديمي يجمع بين الجدية وشغف الابتكار، اختتم قسم الهندسة الطبية نهار أمس الثلاثاء جلسات مناقشة مشاريع التخرج لطلبة الدفعة الحالية، وذلك بحضور رئيس القسم الدكتور علي عمر المثناني وعدد من أعضاء هيئة التدريس المشاركين في لجان الإشراف والتحكيم العلمي.
امتدّت المناقشات على مدار يومين متتابعين، عكست التزام الطلبة بمبادئ البحث العلمي الرصين، وقدرتهم على تناول موضوعات طبية دقيقة بتقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والنمذجة العددية، وتحليل الإشارات الحيوية.
ففي الجلسة الأولى، قدّمت الطالبة أسماء جمعة مشروعًا بحثيًا لتصميم وتطوير نموذج يعتمد على خوارزميات تعلم الآلة للكشف المبكر عن أمراض الكبد، فيما عرضت الطالبة فاطمة إبراهيم دراسة مستقلة تناولت تقييم فعالية لقاحات فيروس Covid-19 باستخدام تقنيات تعلم الآلة كذلك، مع التركيز على نمذجة البيانات وتحليلها إحصائيًا. ثم قدّمت الطالبة هناء بوري مشروعًا لمحاكاة منظم ضغوطات القلب الخارجي باستخدام برمجيات Simulink، واختتمت الطالبة ريم الكيلاني هذه الجلسة ببحثها حول أتمتة تصنيف اضطرابات فرط النشاط ونقص الانتباه من خلال تحليل الموجات الدماغية ومعالجتها باستخدام خوارزميات ذكية.
وفي الجلسة الثانية، تنوّعت العروض البحثية بين التصميم الهندسي والنمذجة الحاسوبية والحلول التشخيصية الذكية؛ إذ افتتحت الطالبة مسعودة جمعة النقاش بنموذج ذكي لاستشراف المضاعفات المحتملة لجلسات غسيل الكلى، تلتها الطالبة نورا رجب بدراسة عن كفاءة الأجسام النانوية في توصيل الأدوية عبر محاكاة LAMMPS. وقدم الطالب ميلاد أبوبكر مشروع تصميم موقع تشخيصي رقمي للأمراض قائم على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بينما ناقش الطالب مسعود شرارة بحثًا عن دعم المرضى عبر معالجة الموجات وتحليل المؤشرات الحيوية، ليختتم الطالب محمد رمضان اليوم بعرض نموذج هندسي متقدم لتحسين أداء الأطراف الصناعية بالاعتماد على أحدث تقنيات المحاكاة الهندسية.
وقد عبّر الحضور عن إعجابهم بالمستوى الأكاديمي للبحوث، مؤكدين أن هذه المشاريع تُعد خطوة ملموسة نحو تحويل الأفكار الهندسية إلى تطبيقات طبية عملية تدعم جودة الرعاية الصحية الوطنية.
وفي ختام الفعالية، أشاد الدكتور علي عمر المثناني بجهود الطلبة وأعضاء اللجان، معتبرًا أن هذه المشاريع تمثل نواة حقيقية لتوطين البحث العلمي التطبيقي، وتعزيز جسور التعاون بين القسم والمؤسسات الصحية والتقنية، بما يمهد الطريق لأفكار هندسية تخرج من القاعات لتتجسد في فضاءات البحث والتطوير والإنتاج.























