
قسم الهندسة الميكانيكية والطاقات المتجددة يعيد فتح النوافذ: أولى مناقشات الماجستير بعد عشرين عامًا من الصمت
الأربعاء 25 يونيو 2025
بهدوء يشبه عودة الضوء إلى قاعة أُغلقت طويلًا، وبتوفيقٍ من الله أولًا، ثم بجهود منتسبيه التي لم تنطفئ، يستعد قسم الهندسة الميكانيكية والطاقات المتجددة، خلال الأيام القليلة القادمة، لعقد أولى المناقشات النهائية لرسائل الماجستير، بعد أكثر من عقدين من الصمت الأكاديمي. لحظة لا تصنع ضجيجًا، لكنها تُستشعر في الممرات، وتُرى في أعين أولئك الذين انتظروا طويلًا أن تعود الحياة إلى هذه الجدران… أن يُفتح الباب، وتدخل الأسئلة، ويجلس طالب في مواجهة لجنة، لا ليُختبَر فحسب، بل ليشهد على أن ما كان مؤجلًا – قد آن أوانه.
الحدث، وإن بدا تفصيلًا عاديًا في جدول الكلية، يحمل في جوهره خلاصة مسار امتد لثلاث سنوات، أعيدت خلاله صياغة الخطط وتحديث البرامج، ضمن توجه أوسع تبنّته الجامعة لتعزيز الدراسات العليا، وتوفير بدائل واقعية للطلبة الذين لم تعد المسافة وحدها تفصلهم عن أحلامهم، بل ضيق الخيارات.
ولأن النية كانت أعمق من مجرد استئناف، جاءت هذه الخطوة بالتوازي مع إطلاق أول برنامج دقيق للدكتوراه في الهندسة الميكانيكية والطاقات المتجددة على مستوى المنطقة الجنوبية؛ في تحول أعاد للقسم موقعه، وللجنوب بعضًا مما يستحقه من فرص ومعرفة، دون أن يُغادر الطالب أرضه.
“العودة لا تعني الاستئناف، بل البدء من جديد… من نقطة أعلى.”
بهذه العبارة لخّص الأستاذ الدكتور ياسر فتحي نصّار – رئيس المجلس العلمي للدراسات العليا في القسم، ورئيس لجنة إعداد الخطط الدراسية – هذه اللحظة التي طال انتظارها. لا كحدث منفصل، بل كتحوّل بطيء في وعي المؤسسة بذاتها. مؤكدًا أن القسم لم يعد يقف على عتبة الانتظار، بل دخل في قلب الفعل، بأدواته، وبكوادره، وبثقة لا تبحث عن إذن، بل تعي أن الوقت، مهما تأخر، لا يُسلب من الذين قرروا أن يبدأوا حقًا.
الدعوة مفتوحة لكل من يرى في الكلية أكثر من قاعات… من يراها بداية جديدة، ومكانًا لا تُستعاد فيه الدروس فقط، بل تُستعاد فيه الأدوار أيضًا.
ألف مبارك للجميع، ونسأل الله التوفيق للطلبة، واللجنة، ولكل من آمن بأن العودة ممكنة


