الثلاثاء، 15 أبريل 2025

انطلقت صباح اليوم بجامعة سرت أعمال المؤتمر الوطني العاشر لمواد البناء والهندسة الإنشائية، بمشاركة واسعة من الباحثين والمهندسين وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات الليبية، من بينهم وفد علمي من جامعة وادي الشاطئ ضم عددًا من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا من قسم الهندسة المدنية وقسم الهندسة المعمارية وتخطيط المدن، وذلك في إطار حرص الجامعة على مواكبة الفعاليات الأكاديمية الوطنية وتعزيز دورها في دعم البحث التطبيقي في المجالات ذات الأولوية التنموية.

وقد شارك في الجلسة الافتتاحية كل من الأستاذ الدكتور عبدالسلام محمد المثناني رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور ناصر منصور أبوهمود عميد كلية الهندسة، والأستاذ الدكتور علي عبدالرحمن عكاشة وكيل الشؤون العلمية، حيث عبّروا من خلال مشاركتهم عن أهمية هذا النوع من اللقاءات العلمية التي تربط الجامعة بالواقع العمراني والهندسي الذي تشهده ليبيا، في ظل اتساع رقعة الإعمار وازدياد الحاجة إلى كفاءات وطنية مؤهلة قادرة على مواكبة التحديات.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أشار الدكتور المثناني إلى أن “مواد البناء وتقنيات الخرسانة لم تعد مجرد تخصصات فنية، بل تحولت اليوم إلى ركيزة استراتيجية في معادلة الاستقرار والتنمية، خصوصًا في ظل توجه الدولة لإعادة تأهيل المدن والبنية التحتية على امتداد ليبيا”، مؤكدًا على أن دور الجامعات لا يجب أن يقتصر على التعليم، بل يتطلب انخراطًا مباشرًا في تقديم المعرفة كأداة فاعلة لحل مشكلات الواقع.

وتحمل هذه الدورة من المؤتمر أهمية خاصة لجامعة وادي الشاطئ، إذ انطلقت نسخته الأولى عام 2002 من قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة، ما يجعل من مشاركة باحثيه اليوم عودة إلى نقطة البداية، واستئنافًا لمسار علمي كان القسم من روّاده ومؤسسيه.

وقد شهدت الجلسات الإفتتاحية إشادة واسعة باستمرارية هذا المؤتمر وانضباطه العلمي، وهي سمة تُنسب بالدرجة الأولى من بعد فضل الله وتوفيقه، إلى الجهد الذي يبذله الأستاذ الدكتور عبدالسلام المبروك عكاشة، رئيس اللجنة العلمية الدائمة للمؤتمر، وأحد الشخصيات البارزة في مجال هندسة المواد على مستوى ليبيا. فبحكم خبرته ومساهماته العلمية، ساهم الدكتور عكاشة في تحويل المؤتمر إلى منصة دورية رصينة تجمع بين البحث الأكاديمي والخبرة العملية، وتفتح المجال أمام مناقشة أحدث ما توصلت إليه التقنيات في قطاع التشييد والبناء.

وتأتي مشاركة جامعة وادي الشاطئ في هذا السياق كجزء من رؤيتها الاستراتيجية لتشجيع الانفتاح الأكاديمي، وتوسيع دائرة الحضور العلمي لجنوب ليبيا، بما يعزز التكامل الوطني في ميدان البحث والتطوير، ويُسهم في إعادة توجيه البوصلة العلمية نحو أولويات التنمية الحقيقية