
قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية يحتفل باليوم العالمي للاتصالات بفعالية علمية تفاعلية
الثلاثاء، 20 مايو 2025 – وادي الشاطئ
نظّم قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية صباح اليوم، فعالية علمية بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات، شهدت حضورًا واسعًا من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ومشاركة فاعلة من شركات تقنية محلية ومبادرات طلابية مبتكرة.
انطلقت الفعالية بعرض تعريفي قدّمته المهندسة إيمان مصطفى المهدي، استعرضت فيه تطور فكرة اليوم العالمي للاتصالات منذ انطلاقه برعاية الاتحاد الدولي للاتصالات، متوقفة عند شعاره لهذا العام وما يحمله من دعوة لتسريع التحول الرقمي في المناطق النامية. كما شاركت الطالبات هنية محمد، أسماء المهدي، وعائشة إبراهيم في عرض مرئي مميز بعنوان “تطور الاتصالات من الماضي إلى المستقبل”، تناول أبرز المحطات التقنية التي مر بها قطاع الاتصالات، من الشفرة المورسية إلى الجيل الخامس وما بعده.
في أحد العروض الميدانية التي لاقت استحسانًا كبيرًا من الحضور، قدّم الطالبان سعد محمد سعد ومحمد رياض عرضًا بعنوان “الاتصالات في الحياة اليومية”، عرضا فيه استخدامات واقعية ومبسّطة لتقنيات الاتصالات في التطبيقات اليومية مثل المراقبة الذكية، أنظمة النقل، المنازل المتصلة، والربط بين الأجهزة.
وقد شكّلت المناظرة الطلابية ذروةً فكرية للفعالية، حيث أقيمت تحت عنوان:
“التحول الرقمي: تطور تكنولوجي أم نهاية للوظائف التقليدية؟”
وشارك فيها المهندس عمر بشير صقر والمهندسة وسق حسن، وسط حضور أكاديمي مكثف وتفاعل منقطع النظير من الطلبة.
طرح عمر مقاربة متفائلة للتحول الرقمي، معتبرًا إياه بوابة لعصر جديد من الابتكار، وإعادة تعريف للوظائف بدلًا من إنهائها، واستشهد بنماذج من مؤسسات نجحت في خلق وظائف جديدة من رحم التكنولوجيا. في المقابل، قدّمت وسق قراءة نقدية لواقع رقمنة العمل، مشيرة إلى أن التحول المتسارع دون مواكبة حقيقية قد يقود إلى اختلالات مجتمعية وازدياد معدلات البطالة بين الفئات التقليدية.
ومن الفقرات التفاعلية اللافتة، جاءت مسابقة “اشرح التقنية في 30 ثانية”، التي صممت لاختبار قدرة الطلبة على إيصال مفاهيم علمية معقدة بطريقة مبسطة وسريعة. وقد نُظّمت على مرحلتين، بمشاركة واسعة، حيث تنافس الطلبة في تقديم شروحات مبتكرة لمفاهيم مثل التردد، التعديل الرقمي، ومبادئ الإرسال اللاسلكي، باستخدام أدوات بسيطة أو حتى رسومات على اللوح.
وأعلنت لجنة التحكيم فوز الطالب صفوان محمد عثمان، الذي قدّم اكبر عدد من الاجابات الصحيحة من المشاركين.
أما الفقرة الحوارية “اسأل الدكتور.. لكن مش عن المادة!”، فقد أضفت طابعًا إنسانيًا غير معتاد على فعاليات علمية من هذا النوع. تم فيها توزيع بطاقات مسبقة على الطلبة لكتابة أسئلتهم بحرية، وتم سحبها بشكل عشوائي وتوجيهها إلى أعضاء هيئة التدريس.
جاءت الأسئلة جريئة وصريحة، تناولت تجارب الأساتذة في اختيار تخصصهم، وتحديات العمل الأكاديمي، ونصائحهم لما بعد التخرج، بل وحتى آراءهم حول القضايا المجتمعية والتقنية الجارية.
خلقت الفقرة أجواء غير رسمية ومليئة بالثقة، وأسهمت في تعزيز العلاقة بين الطلبة وأساتذتهم، على نحو يعكس بيئة أكاديمية صحية قائمة على الحوار والتقدير المتبادل.
وقد تميز البرنامج بمحاضرة علمية محورية قدّمها الأستاذ الدكتور ناصر أبوهمود، عميد الكلية وأستاذ هندسة الاتصالات، بعنوان “من القاعة إلى الشركة – هل يكفينا ما ندرسه للعمل في مجال الاتصالات؟”، استعرض فيها بشكل عميق ما يُعرف بـ”رحلة الكلمة” داخل أنظمة الاتصال، بدءًا من توليد الموجة الصوتية وتحويلها إلى إشارات رقمية، مرورًا بعمليات المعالجة والضغط والنقل، وانتهاءً بمرحلة الاستقبال والتحويل التماثلي النهائي.
أثارت المحاضرة اهتمامًا كبيرًا لما احتوته من أمثلة حية من الواقع الصناعي، حيث قام الدكتور أبوهمود بمقارنة دقيقة بين ما يُدرّس في المقررات الجامعية وما هو مطلوب فعليًا في سوق العمل، مستندًا إلى تجربته الأكاديمية والإدارية، ومقدمًا توصيات واضحة لتطوير المنهج الدراسي بما يعزز فرص الخريجين في الانخراط بسلاسة في القطاع المهني.
واختُتمت الفعالية بجولة في معرض مصاحب للفعالية، ستُفرد له تغطية مستقلة لاحقًا.
وقد عبّر الحضور في ختام الفعالية عن تقديرهم لمستوى التنظيم، وثراء المحتوى، ونوعية النقاشات التي طُرحت، مؤكدين على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات في دفع عجلة التعليم الهندسي، وربط الطالب الجامعي بواقعه المهني، ليس فقط كمتلقٍ، بل كصانع للغد.










