أوباري – الجمعة، 25 أكتوبر 2024

في حدثٍ يعكس الجهود المبذولة نحو التنمية الشاملة والمستدامة، اختتمت الهيئة الليبية للبحث العلمي يوم الجمعة فعاليات المنتدى الثالث للتنمية المكانية الصحراوية، الذي عُقد بمدينة أوباري تحت شعار “نحو استثمار يعزز التنمية ويحقق الاستدامة”. وقد نجح هذا المنتدى في تسليط الضوء على مدينة أوباري كنموذجٍ محوري لتطبيق استراتيجيات التنمية المكانية في المناطق الصحراوية، وسط حضور مميز لمجموعة من الخبراء والمختصين وقادة المؤسسات العلمية والبلديات في الجنوب الليبي.

شهد المنتدى تنظيم ستة صالونات نقاشية نوعية ركزت على قضايا محورية تشكل أسساً لتنمية المناطق الصحراوية وتحقيق استثمار فعال ومستدام. انطلقت المناقشات مع صالون السياحة الصحراوية، الذي تناول سبل تطوير قطاع السياحة الصحراوية كرافدٍ اقتصاديٍ جديد يدعم الاقتصاد المحلي، تلاه صالون البيئة والطاقات المتجددة الذي بحث في كيفية استغلال الموارد الطبيعية وتحقيق الاعتماد على الطاقات النظيفة لتعزيز التنمية المستدامة.

كما تناول صالون الاستثمار الصناعي والزراعي الفرص والتحديات التي تواجه هذه القطاعات في الجنوب، ليؤكد على الحاجة إلى استراتيجيات مبتكرة لتعظيم القيمة الاقتصادية. بينما استعرض صالون الهجرة وتأثيراتها على التنمية جوانب مهمة تتعلق بتأثيرات الهجرة غير النظامية على البنية التحتية والخدمات، وطرح آليات لمعالجة آثارها. وصالون حول الفيضانات والكوارث الطبيعية، حيث قُدمت رؤى شاملة لإدارة الأزمات وتقليل أضرار الكوارث الطبيعية في المناطق المعرضة.

وقد شارك في هذه الفعاليات نخبة من الأكاديميين والخبراء من جامعة وادي الشاطي، وجامعة سبها، وجامعة فزان، إضافة إلى ممثلين عن بلديات الجنوب وعدد من المؤسسات العلمية التي تضطلع بدور محوري في دعم وتنمية الجنوب الليبي. أضفى تواجد هؤلاء الخبراء بعدًا علميًا وثقافيًا عزز من جدية الطروحات وساهم في إثراء المناقشات بأفكار مبتكرة ومداخلات تخصصية.

وفي ختام المنتدى، تم الإعلان عن مجموعة من التوصيات التي وضعتها الصالونات النقاشية، والتي تضمنت مقترحات عملية تهدف إلى النهوض بالواقع التنموي والاستثماري في المناطق الصحراوية، لا سيما في مجالات الطاقة، الزراعة، والاستثمار الصناعي. وقد دعت الهيئة الليبية للبحث العلمي جميع صناع القرار والمؤسسات المعنية إلى تفعيل هذه التوصيات من خلال التعاون الوثيق مع اللجنة المشكّلة لتسهيل تنفيذها، مؤكدين على ضرورة تحويل الأفكار والرؤى إلى خطط واقعية وبرامج تطبيقية تسهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتلبية احتياجات المجتمعات المحلية في الجنوب الليبي.